أما في عصر الكتابة فقد تكشفت ، الأرقام الحجرية التي تروي كتاباتها حضارة ماري وجرابلس (
كركميش) وغيرها من الحضارات، ومن ناحية الجيولوجية تدل الابحاث على أن المنطقة العربية كانت مغطاة بمياه البحر الميزوحي القديم ، وتكشف هذا البحر في منتصف الحقب الثالث الجيولوجي عن المنطقة الممتدة من تدمر الى وادي الفرات تاركا روسوبيات ووحولا جفت وتكاملت صخورها بثخانة وسطية تقدر ب (
10) كمولكنها تقترب تحت دير الزور حتى تصل الى (
3) كم، وبعملياتالطي وتكون الجبال انبجس الماء من صخور الهضبة التركية، ومال ليحفر الوادي الجميل منذ ثلاثين مليون سنة على وجه التقريب، فهل بعد هذا التاريخ من تاريخ ؟!
ومما ساعد على جريان النهر من الشمال الى الجنوب ميل الارض بشده في الهضاب التركية ، وميلها التدريجي في الارض العربية إذ يبلغ إرتفاع سرير النهر عند جرابلس (300) م فوق سطح البحر وعند دير الزور (420) م وعند
البوكمال (193) ودوران الارض حول نفسها من المغرب الى المشرق يدفع الماء ليهاجم الأجراف الغربية من النهر أكثر من مهاجمته للاجراف الشرقية ..
يبلغ طول النهر (
نهر الفرات) (
2300) كم، منها (
420)كم في الاراضي التركية، وفي سورية (
680) كم ، وفي العراق (
1200) كم تحتل
البوكمال على ضفاف الفرات ثلاثين كيلو مترا ، وتتناثر في هذه المسافة اكثر من خمس عشرة قرية ومزرعة ، في مساحة إجمالية تقدر بأربعين الف كم2 ، فيها الترب اللحقية والصلصالية والغضارية ، وتشمل المنطقة المزروعة ربع المساحة الكاملة ، وتزرع الاشجار المثمرة في سهول
البوكمال والقطن والشمندر القمح والذرة والخضار ، ومن قبل كانت المنطقة مغطاة بالاحراش من الطرفاء والحور الفراتي (
الغرب) والصفصاف.
الكوارث والفيضانات إن منطقة
البوكمال شأنها شأن المناطق الفراتية ، كانت تعاني من الكوارث والفيضانات ، ففي عام 1929 م حصل فيضان كبير غطى المنطقة المزروعة بكاملها ، ولم ينج منها الا ماكان في المناطق العالية ، ولهول تلك الكارثة سميت هذه السنة : بالطامة ، وفي أيار من عام 1944 مرت بالمنطقة عاصفة وسيول وبرد ، وبعدها سالت الوديان نحو المدينة وهدمت المنازل، وقتل بعض الناس تحت السقف المنهارة ، وتلك السنة كانت تسمى الحالوله وقد دابت الحكومة السورية على اقامة السدود الترابية في الوديان البعيدة في البادية عن
البوكمال ، وفي عام 1974 م حدث مالم يكن بالحسبان اذا انهار سد المضيق في البادية الغربية ، وتدفقت كميات هائلة من مياه الامطار والسيول ، وغطت معظم سهول
البوكمال ، وبساتين المدينة وخسرت المنطقة مساحات زراعية كبيرة في تلك السنة .
ومما يزيد فيضانات البوكمال تعقيداً وجود مجموعة من الوديان أولاً : وادي على يسمى ( بشعيب الرتـقه ) ويوغل في الحماد ويأتي ليصب في جنوب البوكمال . ثانياً : وادي بقيع يأتي من البوادي القريبة من البوكمال ويهدد السكرية والسيال والغبرة. ثالثاً : وادي الصواب الذي يمتد في الصحراء نحو المحطة الثانية حيث ترفده مجموعة من الوديان التي تصب في الفرات وتهدد المنطقة بالخطر. وبقيام سد الفرات العظيم دفعت عن المنطقة أخطار الفيضان وزرعت في سهول الفرات المساحات الواسعة من المحاصيل وانيرت المنطقة بالكهرباء كان نهر الفرات بدوياً يلبس عباءته الحمراء ونعليه المصنوعتين من جلد الماعز وينطلق كما شاء له الهوى لاحدود لانفعالاته فقد كان عاشقاً خطراً ، إذا أحب طرز جسد حبيبته بالورد والقمح والحنطة واذا غضب زحف الى جسد حبيبته في الليل وخنقها بالماء .
إن الانهار العاشقة كالنيل والفرات ودجلة بحاجة إلى من يروضها ويكبح جماح عواطفها قليلاً والا افترست كل ما في طريقها من زرع وبشر وفي الخامس من تموز استيقظ نهر الفرات ليجد أن العرب السوريين قد نقلوه وفراشه وغطاءه الى عنوان جديد في الخامس من تموز دخل نهر الفرات مدرسة جديدة ليتعلم كيف يقرأ ويكتب وكيف يمارس الحب مع الحقول والاشجار بطريقة عـصرية وعلى باب المدرسة نزع السوريون عن الفرات عباءته الطينية وقصوا له شعره الاشعـث وأظافره الطويلة وأعطوه قلماً ودفتراً ودواة حبر أخضر ليكتب يومياته كنهر متحضر .
روافد الفرات - بالديرالخابـور: وهو نهر في الجزيرة السورية، يجري ضمن أراضي محافظتي الحسكة ودير الزور طوله 460كم .
يبدأ من عين الغزال في سفوح جبل كاراجاداغ بأعالي الجزيرة في تركيا ويدخل عند مدينة رأس العين محافظة الحسكة على ارتفاع 347م عن سطح البحر. وبعد أن يلتقي وبشكل متتابع مع رافديه الجرجب والزركان بين رأس العين وتل تمر، يمر بمدينة الحسكة ليلتقي شرقا بالرافد الأساسي والأخير نهر جغجغ، ثم يتابع سيره في أراضي الجزيرة السفلى الجافة في ناحيتي الشدادة ومركدة ليدخل أراضي محافظة دير الزور وينتهي منها إلى نهر الفرات عند مدينة البصيرة على ارتفاع 187م عن سطح البحر.
والرافد الثاني لنهر الفرات هو البليخ