عدد المساهمات : 158 نقاط : 463 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
موضوع: ابو عبيد الإثنين نوفمبر 09, 2009 11:54 am
** السلام عليكم و رحمة الله و بركاته **
اما بعد :
حبيت أكتب لكم عن المقامة البغدادية
أولا : ماهي المقامة البغدادية : هي حكاية خيالية لها بطل و راوية و مؤلف و أحداثها تدور حول الكدية للحصول على المال و طلب الرزق
ثانيا : من كتابها : ابن دريد ... و هوه أول من كتب المقامات بديع الزمان الهمذاني الحريري
*** و في العصر الحديث (( اليازجي و المويلحي )) ***
ثالثا : هدفها : تعليمي / مصدر من مصادر تعلم اللغة و النحو و الصرف و العروض
رابعا : خصائصها : * تشتمل على ثروة لغوية هائلة * تزخر بالحكم و الأمثال و الإقتباس من القرآن الكريم * أسلوبها مصنوع * تبنى في إطار قصصي * تعد نواة للقصة في الأدب العربي
*** و سوف أكتب لكم إحدى هذه المقامات ... و سميت بالمقامة البغدادية لإن أحداثها دارت في بغداد ***
و بطل هذه المقامة : أبو الفتح الإسكندري و راوية هذه المقامة : عيسى بن هشام و مؤلف المقامة : بديع الزمان الهمذاني
***** المقامة البغدادية *****
قال ابن هشام : اشتهيت الأزاد و أنا ببغداد ... و ليس معي عقد على نقد .. فخرجت انتهز محاله .. حتى أحلني الكرخ .... فإذا أنا بسوادي ... يسوق بالجهد حماره و يطرف بالعقد إزاره
فقلت : (( ظفرنا و الله بصيد و حياك الله أبا زيد .. من أين أقبلت .. و أين نزلت ... و متى وافيت ؟ و هلم إلى البيت ))
فقال السوادي : (( لست بأبي زيد ... لكني أبو عبيد ))
فقال : (( نعم لعن الله الشيطان و أبعد النسيان انسانيك طول العهد ... و اتصال البعد ... فكيف حال أبيك .. أشاب كعهدي ... أم شاب بعدي ؟ ))
قال السوادي : (( لقد نبت الربيع على دمنته و أرجو أن يصيره الله إلى جنته ))
فقال : (( إنا لله و إن إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ))
و مددت يد البدار إلى الصدار أريد تمزيقه ... فقبض السوادي على خصري يجمعه و قال السوادي : (( نشدتك الله لا مزقته ))
فقال : (( هلم إلى البيت نصيب غذاء أو إلى السوق نشتر شواء ... و السوق أقرب و طعامه أطيب ))
فاستفزته حمة القرم و عطفته عاطفة اللقم و طمع و لم يعلم انه وقع
ثم أتينا شواء يتقاطر شواؤه عرقا و تتسايل جوذاباته مرقا .. فقال : (( افرز لأبي زيد من هذا الشواء ثم زن له من تلك الأطباق و انضد عليها أوراق الرقاق و رش عليه شيئا من ماء السماق ليأكله أبو زيد هنيئا ))
فانحنى الشواء بساطوره على زبدة تنوره فجعلها كالكحل سحقا و كالطحن دقا ثم جلس و جلست ولا نبس و لا نبست حتى استوفيناه فقال لصاحب الحلوى : (( زن لأبي زيد من اللوزينج رطلين فهو أجرى في الحلوق و أمضى في العروق و ليكن ليلي العمر ... يومي النشر ... رقيق القشر ... كثيف الحشو ... لؤلئي الدهن ... كوكبي اللون ... يذوب كالصمغ قبل المضغ ... ليأكله أبو زيد هنيئا ))
فوزنه .. ثم قعد و قعدت و جرد و جردت حتى استوفيناه فقال : (( يا أبا زيد ... ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج ليقمع هذه الصارة و يفثأ هذه اللقم الحارة اجلس يا أبا زيد حتى نأتيك بسقاء ياتيك بشربة ماء ))
ثم خرجت ... و جلست بحيث أراه ولا يراني ... أنظر ما يصنع ... فلما أبطأت عليه ... قام السوادي إلى حماره .. فاعتلق الشواء بإزاره و قال : ((أين ثمن ما أكلت ؟ )) ... قال السوادي : (( أكلته ضيفا ))
فكلمه الشواء لكمة ... و ثنى عليه بلطمة ... ثم قال الشواء : (( هاك ... و متى دعوناك ؟ .... زي يا أخا القحة عشرين ))
فجعل السوادي يبكي و يحل عقده بأسنانه و يقول : (( كم قلت لذاك القريد أنا أبو عبيد ... و هوه يقول أنت أبو زيد ))
فأنشد عيسى بن هشام :
أعمل لرزقك كل آلة ***** لا تقعدن بذل حالة و انهض بكل عزيمة ***** فالمرء يعجز لا محاله
*** ملحوظة مهمة *** : يا جماعة اللي مش فاهم كلمة معينة في الموضوع ... يقولي و أنا هكتبله معناها و هوضحه