الطرفاء في فيضة جب "ثانية" تحدثنا منذ سنوات عن الطرفاء في فيضة جب، في باديتنا الجميلة [35كم جنوب غرب العشارة و كانت حالتها يومذاك لا تسر الناظرين ، نتيجة تعرضها لرعي الإبل ، ثم الاحتطاب،. أما اليوم ، و بعد تحرك كثيرين ، من الخيرين ، فقد عادت الطرفاء للظهور بكامل زينتها ، و حيويتها ؛؛.. لقد عادت الطرفاء للظهور ، و الانتشار ، من جديد ، و بقوة ، و أظن أن في ذلك بشارة تنعش القلب لكل ذي قلب .. فالناس في جميع أنحاء العالم ، و خاصة في الأماكن الشبيهة ببيئتنا ، في الجنوب الشرقي من سوريا ، حيث البادية من الغرب ، تطل على وادي الفرات ، لتشكل مصدراً للرمال الزاحفة و المحمولة " العجاج" ، يعمد الناس جميعاً ، في مثل هذه الحالة إلى إقامة " حواجز " من النباتات الملائمة بين مصادر الرمال ، و مناطق الزراعة و السكن . و قد أنشأ المعنيون عندنا بعض المحميات ، زرت منها محميتين في وادي " الخور " و لا يخفى على من يزور المحميتين ، أنهما كلّفتا من الجهد و المال ما لا يستهان به . لكن نجاح الغراس في المحميتين لا يتناسب مع ما بُذل ... و لو كتب لأرض الطرفاء في فيضة جب أن تُسجل محمية بشكل رسمي و أن تُؤمَّن لها الحماية من الرعي و الاحتطاب لكانت محمية مختلفة ، وناجحة بكل المقاييس ، فالطرفاء الآن تمتد على مساحة عشرات الكيلو مترات المربعة ، و هي لا تحتاج للسقاية [ حيث تتم سقاية محميات الخور بالصهاريج صيفا بل يكفيها ما تجود به السماء و إن قل ، كما أنها تتميز بالقدرة على النمو و الانتشار بسرعة لافتة ؛؛؛ كما أن شجيرات الطرفاء بطبيعتها تساعد الحيوانات البرية كالذئاب وبنات آوى و الثعالب و الأرانب و الطيور كالحباري و الكروان على التخفي و الاستظلال ، حيث أن الطرفاء تنمو على شكل مجموعات متراصة مما يشكل [دغل صالح للتخفي ... هذا بالإضافة إلى فائدتها في تحويل فيضة جب من أرض جرداء إلى واحة من الخضرة و الجمال الآسر ، لتكون مقصداً لهواة الرحلات و الاستجمام . اسماعيل إبراهيم الخلف ...............................