سمك "المشط البحري".. في "الفرات"
جاسم العيادة
الاثنين 12 كانون الثاني 2009
يعتبر نهر "الفرات" موطناً أصلياً للعديد من أنواع الأسماك، ومن أهمها سمك "البوري" و"الرومي" و"الجرِّي" و"الجزر"، وغيرها الكثير من سلالات الأسماك، التي عرفها سكان مدينة "الرقة" منذ سنوات طويلة، إلاَّ أنه ومنذ عدة أعوام، بدأت تعيش أنواع جديدة من الأسماك في مجرى النهر، وفي الكثير من المسطحات المائية المتفرعة عنه، ومن أشهرها سمك "المشط البحري".
|
موقع eRaqqa وبتاريخ (10/1/2009) التقى الصياد "أحمد السالم"، صاحب مسمكة "السالم"، وسأله عن كيفية وتاريخ انتقال سمك "المشط" إلى نهر "الفرات"، فأجاب قائلاً: «إن هذا النوع من الأسماك، يعتبر حديث العهد في محافظة "الرقة"، حيث أنه قبل عشر سنوات من الآن، لم يكن له أي وجود يذكر في نهر "الفرات"، ويعود الفضل في توفر هذا الصنف المتميز من الأسماك في منطقتنا، للسيد "جاسم المربد"، الذي يمتلك مزرعة للأسماك في قرية "العكيرشي" القريبة من النهر، حيث قام بشراء إصبعيات من سمك "المشط"، وذلك بعد زيارته لمنطقة "الغاب" التابعة لمحافظة "حماة"، والتي تعتبر أشهر المناطق السورية في تربية هذا النوع من الأسماك، وحصل على كافة المعلومات المتعلقة بكيفية تربيته، حيث أن أهم العوامل التي تساعد
|
الصياد أحمد السالم |
على بقائه وتكاثره، هي وجوده في مياه لا تقل درجة حرارتها عن /20/ درجة مئوية، وقد نجحت تجربة هذا الرجل، بسبب مرور خط البترول ضمن أرض المزرعة أو حوض الأسماك العائد له، والذي وفَّر حرارة ملائمة له، سيما في فصل الشتاء، بالإضافة لوجود نبع للماء بالقرب منها، ينبع من قاع أحد المسطحات المتفرعة عن نهر "الفرات"، حيث أن مياهه تكون دافئة نسبياً، قياساً لمياه النهر الجارية، لكن ولأسباب تتعلق بتأمين الحماية اللازمة لخط البترول، منعت الدولة استثماره لهذه المزرعة، وفرضت حراسة على المناطق التي يمرُّ فيها هذا الخط، وبعد فترة من الزمن، تعرض حوض السمك لتهدم في أحد جدرانه مما سمح لأسماك المشط البحري التي كانت قد نمت، أن تنتقل إلى مسطح مائي
|
مجموعة من سمك المشط البحري |
واسع متفرع عن نهر "الفرات"، ولا يبتعد كثيراً عن مجراه، وكما ذكرت سابقاً، إن وجود نبع ماء في هذا المسطح ساعد على توفير درجة الحرارة التي تناسب عيش سمك "المشط"، ومنذ ذلك الحين بدأت هذه الأسماك بالتكاثر في هذه المنطقة، ولم تغادرها لتعيش ضمن مجرى النهر، حيث أن درجة حرارة مياهه في فصل الشتاء، لا تتلائم مع معيشته، وهناك منطقة أخرى يعيش فيها سمك "المشط" وهي "صراة معدان"، تشكل مع قرية "العكيرشي" المصدر الرئيسي لهذه السلالة من السمك».
ويضيف "السالم": «يتميز "المشط البحري" عن بقية أسماك الفرات، أن شكله يختلف عن كافة الأسماك النهرية، فهو يحتفظ بشكله البحري المميز، كما أن لونه يميل للسواد، وهو من الأسماك الخالية من "الحسك" أو الأشواك، لذلك فإنه يعتبر من أغلى أنواع الأسماك في "الرقة"، حيث إن سعره ينافس سعر سمك "الكارب" و"الجري"، وقد وصل ثمن الكيلو مؤخراً لـ/200/ ل.س، وبسبب محدودية أماكن صيده، فإن وجوده في الأسواق نادر، ولا يتعدى معدل صيده المئة كيلو في اليوم».