عرفته جمعية "البر والخدمات الاجتماعية" عضواً نشيطاً من خلال عمله في مشروع "المدينة التراثية"، وعرفته"مديرية الآثار والمتاحف" باحثاً يعتمد عليه في مجال التنقيب والاكتشاف الأثري، إنه الأستاذ "يعرب العبد الله" و هو من مواليد "دير الزور" ترعرع في مدينة "دمشق" ودرس تعليمه ما قبل الجامعي فيها, تخرج من الجامعة "اللبنانية" قسم" الفنون والآثار" –الفرع الأول "بيروت","eSyria" التقى هذا الباحث، و كان لنا معه هذا الحوار...
*هل من الممكن أن تعطينا لمحة عن تجربتك الآثارية وخصوصاً مع البعثات؟
** «كان حبي للآثار منذ الصغر, ومن هنا كانت لي الرغبة العارمة في دراسة الآثار واستقصاء الحضارات المتعاقبة على وطننا الحبيب، بدأت تجربتي الآثارية عندما كنت طالباً في الجامعة حيث أنني عملت في وسط "بيروت" مع الدكتورة "منتهى صاغية" "دكتورة في الجامعة اللبنانية", وكانت هذه البداية حيث أنني تدربت على يديها, في مجال التنقيب وتقنياته, ويعتبر هذا الموقع ذو أهمية لتعاقب الفترات الزمنية عليه, وقد جهز الموقع الآن كحديقة آثارية, ومن ثم انتقلت للعمل أيضاً في وسط "بيروت" في منطقة شارع المصارف حيث اكتشفت العديد من الحمامات الرومانية في الموقع.
في بلدي "سورية" كانت البدايات بالعمل مع البعثة الـ"سورية- "الألمانية" العاملة في تل"عيّاش" الذي يبعد حوالي 10كم كعضو مشارك وعملت معهم حوالي 5مواسم, ومن خلال العمل مع هذه البعثة طورت مهاراتي التنقيبية ورفدت معارفي الآثارية بالكثير من التقنيات العلمية التي ترفد علم الآثار, والفضل الكبير كان للبروفيسور"ماركوس غشفند" مدير الجانب "الألماني" للبعثة, والدكتور "هيثم حسن" معاون مدير التنقيب مدير الجانب "السوري", اللذين قدما الكثير من المعارف والتقنيات.
ومن ثم كان العمل المهم في موقع "دورا أوروبوس" الصالحية لموسمين متتالين حيث أنني عملت في البعثة كعضو مشارك في الموسم الأول كلفني البروفيسور الفرنسي"بيير لوريش" مدير الجانب الفرنسي في البعثة إجراء أسبار بجوار جدار القلعة وذلك من أجل الوصول إلى نتائج تفيد في عملية ترميم جدار القلعة المائل في الموسم الثاني كان عملي في المنحدر"الساساني" الذي يعتبر المشهد الأخير في سقوط"دورا أوروبوس".
وعملي الأخير كان مع البعثة"السورية- الإسبانية" التي تقوم
|
الباحث الآثاري يعرب العبد الله |
بمسح "الفرات" الأوسط في من منطقة"حلبية" إلى حدود"الرقة", حيث تم حصر العديد من المواقع والتلال الأثرية التي تؤرخ للعديد من مراحل الاستيطان على "الفرات" الأوسط, وهذه التجربة كانت لها أهمية كبرى لي من حيث أنها قدمت لي الكثير من المعارف في تقنيات المسح الأثري, وإلى الآن أعمل معها.
أما الشيء المهم الذي أعمل به الآن هو مدير البعثة الوطنية العاملة في تل "الكسرة" الأثري, حيث خصتني المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ 3سنوات متمثلة بالسيد المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور "بسام جاموس", والسيد الدكتور "ميشيل مقدسي" مدير التنقيب والدراسات الأثرية, بدراسة هذا الموقع والتنقيب به, وقد قدما لي كافة التسهيلات, وكانا خير داعم لي في مجال البحث العلمي, حيث أنهم رشحوني لدورة دولية في استخدام التقنيات النووية في علم الآثار المقامة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي أقيمت في هيئة الطاقة الذرية بـ"دمشق", بالإضافة إلى دورة في رسم الفخار بواسطة الكمبيوتر على أحدث برامج الغرافيك في مديرية التقانة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف, وأخصهم بالشكر والتقدير للأمانة.
و من خلال عملي مع البعثات الأجنبية, تعلمت الكثير من التقنيات العلمية التي بدأت بتطبيقها من خلال عملي كمدير للبعثة الوطنية في تل"الكسرة"».
*هل هنالك كتاب تعمل على تأليفه أو ترجمته؟
**«لدي 4مخطوطات لكتب تنتظر النشر العمارة "الإسلامية" في"إسبانيا"- الديانات في شبه "الجزيرة" العربية قبل "الإسلام" –"أمنوفيس" الرابع"أخناتون"- الفاتح" محمد بن القاسم الثقفي", بالإضافة إلى أنني أقوم حالياً بمشروع كتاب عن أمهات المواقع في محافظة "دير الزور" ويعتبر كدليل علمي للمواقع.
أما بالنسبة إلى الترجمات فإنني أقوم حالياً بترجمة بعض التقارير المسحية
في منطقة "الفرات" الأوسط من اللغة"الفرنسية" و"الانكليزية" إلى اللغة"العربية" وتنظيمها في كتاب لتكون مرجعاً بحثياً للراغبين بالرجوع إلى الحضارات المتعاقبة على "الفرات", أما في المستقبل القريب إن شاء"الله" فإنني سأقوم على ترجمة إحدى كتب الرحلات المنجزة في بداية القرن العشرين"للفرات الأوسط"والتي تعتبر من المصادر التي يعتمدها الآثاريون في دراستهم للمواقع».
* ماهي طموحاتك الشخصية وتمنياتك لتحسين المشهد الآثاري في "الفرات" و"الجزيرة السورية"؟
**«طموحاتي الشخصية هي إنجاز الكم الكبير من الأبحاث والتراجم التي تفيد الدارسين والباحثين في مجال العمل الأثري, حيث أننا نفتقد إلى الكتب التخصصية الآثارية باللغة العربية, ومن خلال ذلك نفتقر إلى خريطة أثرية تضم جميع المعلومات الأثرية الهامة عن المواقع بالمحافظة, وعليه فإنني أطمح إلى إنجاز خارطة أثرية لجميع المواقع المسجلة بالمحافظة والغير مسجلة منجزة ببرنامج"GIS" معتمدة على تقارير البعثات المنقبة والماسحة لمنطقة "الفرات" والمعلومات التي قدمتها خلال الخمسة والعشرين عام الأخيرة ومعتمدة أيضاً على تقنيات الصور الجوية المأخوذة من"Google Eearth"، وإنني حالياً بصدد البدء في تكوين هذه الخريطة التي تشكل بيئة رحبة للكثير من المعلومات عن المواقع الأثرية في "الفرات الأوسط" و"الجزيرة".
تمنياتي أن يرفد الكادر الآثاري بالمحافظة بالكثير من المختصين الوطنيين لنرقى في مجال الآثار, وأن يكونوا ذوي اختصاصات متعددة في جميع العصور التاريخية ومفرداتها"المسكوكات- الكتابات القديمة - الفخار- الزجاجيات – العظام"وجميع العلوم الرافدة لعلم الآثار, وأمنياتي أيضاً و على اعتبار أنه لدينا في المحافظة جامعة "الفرات", ولديهم مختبرات علمية إن كان في كلية"الزراعة" أو كلية"العلوم", فإنه يجب أن يكون هناك تنسيق كامل بين البعثات الأثرية والجامعة لإنجاز كافة التحاليل الكيميائية والفيزيائية على العينات المأخوذة من المواقع الأثرية, وكل ذلك من أجل أن نرقى بالمكانة الأثرية لمحافظتنا».
كما التقى "eSyria" بعض الأشخاص الذين عملوا مع الأستاذ "يعرب العبد الل"...
المهندس"حسين حيجي":«عرفته صديقاً نشيطاً و محباً للخير، و هو يعطي جل وقته للنشاط البحثي و للعمل الخيري».
الدكتور"أحمد قربون":«بذل الأستاذ"يعرب العبد الله"جهداً كبيراً في سبيل إنجاح مشروع"المدينة التراثية" سواء بخلق الأفكار، أو بالجانب العمل للمشروع».
الأستاذ"ياسر شوحان" مدير الآثار و المتاحف "بدير الزور":«"يعرب العبد الله" آثاري نشيط، و يطور نفسه دائمأ في مجال تخصصه، كما ينجح بعمله مع البعثات الأثرية حين يكلف بذلك».
المصدر: