"نبيل الآغا"...سفير الأغنية الديرية وجامع التراث الفراتي
محمد الحيجي
الثلاثاء 09 حزيران 2009
«كانت بدايتي الفنية في المرحلة الإعدادية، حيث كنا نجتمع أنا ورفاقي لنعزف على الإيقاع ونغني، كنوع من التسلية وملء الفراغ، ولم أكن أعلم حينها أن هناك من يراقبني ويستمع لأغاني وألحاني، وهو المطرب المرحوم "محي الدين صالح"، وكان كلما يشاهدني يقول لي صوتك جميل، فاشكره وأخبره بأني لست مطربا، أنما أنا هاوي فقط، وقد لحظت تواجده قربي في كل مكان، وفي كل مرة يردد العبارة ذاتها (صوتك جميل)، وسوف تذهب معي إلى أصدقاء الفنانين عاجلا أم آجلا».
هذا ماقاله الفنان "نبيل الآغا"، سفير الغنية "الفراتية" وصاحب البصمة الإبداعية، إحدى الأصوات الفنية "الديرية" التي ساهمت في المحافظة على التراث الفني "الفراتي"، ونشره على أوسع النطاقات المحلية والعربية.
وتابع الفنان "الآغا" حديثه عن بدايته قائلا:
«وقد أثر في إلحاح الفنان "صالح"، وبدأت أعيش هذا الشعور، كيف سألتقي هؤلاء الفنانين وهل سيحبون صوتي كما أحبه هو، وفي أحد الأيام وكان ذلك في العام 1962 طلب مني لقاء الفنانين فوافقت، وتوجهنا في اليوم الثاني للقاء الفنان الفراتي المعروف "يوسف حميد" أو كما يعرف في "ديرالزور" الفنان "أبو حياة"، وبعد أن أطرى الفنان "أبوحياة" علي بكلمات الإعجاب التي كان ينقله له الفنان "الصالح"، طلب مني الغناء، وأذكر أنني غنيت له موال فقال: جيد، صوتك جميل.
ثم التقينا في اليوم الذي يليه، وكان حاضرا معنا الفنان "ذياب مشهور"، وبدأ "أبو حياة" يعزف على العود، وقال لي غنِّ ماشئت، وأديت موالا وأغنية كانت بعنوان (دكتور جرحي الأول يعوفه) للمطرب العراقي "عبد الجبار الدراجي"، ونالت حينها إعجاب الحضور،
|
الآغا-مكلل-بالورود |
واستمرت هذه اللقاءات الأخوية والفنية والتدريبية، حيث بدأ "أبو حياه" يوجهني في الغناء والألحان.
أما فيما يخص مشاركاتي الفنية، فكانت البداية في العام 1963 ببعض الحفلات والمناسبات المختلفة ، بعدها بدأت مع "أبو حياة" بالعمل سوية، وقد شاركنا في أغلب الحفلات والمناسبات التي أقيمت في محافظتي "ديرالزور" و"الحسكة"، وفي العام 1968وأثناء وجودي بالخدمة الإلزامية تم اختياري لأكون أحد عناصر فرقة المسرح العسكري، ثم عدت إلى "ديرالزور" بعد تأدية الخدمة الإلزامية، إلى نادي "الفنون"، وشاركت مع زملائي الفنانين، أذكر منهم الفنان الراحل "محمد الهزاع" صاحب الموالية الفراتية، والفنان "محمد عثمان"، والفنان "جمعة مطر"، حيث أقمنا العديد من الحفلات، وقد كان النادي يضم في عضويته كبار فناني "ديرالزور"، كان أبرزهم المرحوم "زهير الفراتي" (رئيس النادي)، و"نذير موصللي" و"خضر رشيد" و"خالد بشار"...وفي العام 1974 تم تفريغي للعمل في اتحاد شبيبة "ديرالزور"، وعملت أمينا للسر، إضافة إلى مشاركتي بمهرجانات الشبيبة الفرعية والمركزية.
كما شاركت في الفترة الممتدة بين عامي 1970- 1976 بمسرحيتين غنائية شعبية الأولى بعنوان (ساره
|
العويد يدلي بشهادته بالاغا |
ومزعل) والثانية (بير زعنون)، وهي من تأليف "إبراهيم عكيلي".
صنفت في العام 1976 مطربا في الإذاعة "السورية" وكنت أعمل في برنامج (مريع الريف) من تأليف الأستاذ "جان ألكسان" وإخراج الأستاذ "حسان دهمش"، وكانت لي خلال مسيرة عملي الفنية بعض الأغاني الخاصة وهي من تأليف "خلف حداد" بعنوان (ياطير الشك)، وأخرى من تأليف الأستاذ "عبد الكريم بعاج" بعنوان (شوي شوي)، إلى جانب الاهتمام بالأغاني الفلكلورية والعتابا والسويحلي والنايل، كما حصلت على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير، وشاركت مع كبار الفنانين "السوريين" والعرب في مختلف البلاد العربية»
وللتعرف أكثر على هذه الشخصية الفنية التقى eDair-alzor الباحث "عدنان عويد" رئيس تحرير صحيفة "الفرات"، والذي يحدثنا قائلا:
«عشنا أنا و"نبيل" أيام الطفولة معا، على اعتبار أننا أبناء حي واحد، وترعرعنا سويا، وكانت تربطنا أواصر صداقة وعلاقات أسرية متينة وقوية، إلا أن القدر شاء بأن نفترق، بعد أن انتقلت إلى العيش مع والدي في مدينة "البوكمال"، وكانت فرحتي كبيرة عندما زارني في "البوكمال" بعد أربع سنوات، مع فرقته
|
من حفل التكريم. |
الفنية التي جاءت لإحياء حفل فني هناك، وقد أسعد الجميع حينها، وقد كان هذا اللقاء نقطة البداية التي شجعتنا على تشكيل فرقة مسرحية أفتخر و اعتز بأنني أحد مؤسسيها في "البوكمال"، ولعل أهم مايميز "الآغا" بالإضافة إلى جمال صوته وإبداعه الفني، أخلاقه وتميزه بالهدوء والوفاء والإخلاص والجدية في عمله، وأدائه المهام التي توكل إليه بمسؤولية وأمانة، أعتزبه وبصداقته وأتمنى له التوفيق».